mercredi 23 janvier 2013

في مدح الرسول

بسم الله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ,,,

وبعد أحبتى في الله ...

محمد صلى الله عليه و سلم، خير البشرية، رسـول الأمة، منقـذ الإنسانية من ظلام الجهل إلى نـور الإسلام. سلام عليك يا رسـول الله، السلام عليك يا حبيب الله، يا خاتم الأنبياء و المرسـلين..
الللهم إجمعنا و إحشرنا معه و إرزقنا شفاعته التي لا ترد آمين يا رب العالمين..

قد قراتها واحببت ان تشاركوني جمالها وروعتها أرجوكم لا تنسوا الصلاة على المصطفي صلى الله عليه وسلم
 
قــصيــدة الســــــــلام

سلامي على طيبة سلامي على الحرام ** سلامي على من خصه الله بالكرم

سلامي على المختار من خيرة الأمم ** وأكرم مبعوث به الرسل قد ختم

سلامي على من سار ليلا إلى العلا** وكان له جبريل من أفضل الخدم

سلامي على من شرف الله قدره** وأيده بالمعجزات وبالحكم

سلامي على طه ويس والضحى ** سلامي على الممدوح في ن والقلم

سلامي على من قال للبدر في السما** ألا فانقسم نصفين يا بدر فانقسم

سلامي على من شق جبريل صدره** صغيرا ولم يشك لذلك من ألم

سلامي على من قال للناقة اشهدي ** بأني رسول الله قالت له نعم

سلامي على من قال للضب من أنا ** فقال رسول الله أرسلت للأمم

سلامي على من قال يا رب أمتي** أجرها من النيران قال له نعم

فأنت لها عز وكنز وموئل ** و أنت لها تشفع إذا زلت القدم

بشراكمو معشر الإسلام إن لكم ** يوم القيامة كل هناء ونعم

هنيتم بالمصطفى نبيا مباركا** به فزتم ونلتم كل أمر مستتم

وقد حزتومو فضلا بأكرم مرسل ** والرب هناكم به من دون الأمم

صلوا يا عشاق على عالي القدر المعظم** صلوا عليه تنجو من كل هول وهم

samedi 5 janvier 2013

قصة جميلة


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

إن رجلاً عجوزاً كان جالسا مع ابن له يبلغ من العمر 25 سنة في القطار. وبدا الكثير من البهجة والفضول على وجه الشاب الذي كان يجلس بجانب النافذة.ـ


اخرج يديه من النافذة وشعربمرور الهواء وصرخ " أبي انظر جميع الأشجار تسير ورائنا "ـ
فتبسم الرجل العجوزمتماشياً مع فرحة إبنه.

وكان يجلس بجانبهم زوجان ويستمعون إلى ما يدور من حديث بين الأب وابنه. وشعروا بقليل من الإحراج فكيف يتصرف شاب في عمر 25 سنة كالطفل !!

فجأة صرخ الشاب مرة أخرى :ـ
" أبي، انظر إلى البركة وما فيها من حيوانات، أنظر..الغيوم تسير مع القطار "ـ
واستمر تعجب الزوجين من حديث الشاب مرة أخرى.

ثم بدأ هطول الامطار، وقطرات الماء تتساقط على يد الشاب
الذي إمتلأ وجهه بالسعادة وصرخ مرة أخرى
" أبي انها تمطر ، والماء لمس يدي، انظر يا أبي "

وفي هذه اللحظة لم يستطع الزوجان السكوت وسألوا الرجل العجوز
" لماذا لا تقوم بزيارة الطبيب والحصول على علاج لإبنك ؟"

هنا قال الرجل العجوز
إننا قادمون من المستشفى حيث أن إبني قد أصبح بصيراً لاول مرة في حياته


تـــــــذكــــــــــر دائـــــــــــــمـــــــا ً: "لا تستخلص النتائج حتى تعرف كل الحقائق"
ولا تتسرع في الحكم على المواقف التي تعترضك حتى تكون على دراية كافية بالأمور خشية أن تظلم الآخرين أوتخطئ في اتخاذ القرارات

---------------------
نفعنا الله وإياكم

dimanche 30 décembre 2012

قطار الطلقة أحدث معجزات الصين

قطار “الطلقة” سيعمل على أطول خط سكك حديدية في العالم، والذي سيربط بين العاصمة بكين في الشمال ومدينة كانتون الاقتصادية المهمة في الجنوب، ومن المتوقع أن يقطعها في نحو ثماني ساعات وعشرين دقيقة بدلا من إثنتين وعشرين ساعة في السابق.

 

أشعة مذنّب قد تفوق ضوء القمر

يرجح علماء فلك أن تفوق أشعة مذنب يشق طريقه نحو الأرض ضوء القمر حين يمر به في نهاية العام المقبل، إذا ما أفلت خلال رحلته من اقترابه من الشمس.

ويحلق المذنب المعروف باسم 'إيسون' في نوفمبر/تشرين الثاني القادم على بعد 1.9 مليون كيلومتر من مركز الشمس.

وصرح الفلكي دونالد يومانس رئيس برنامج الأجرام القريبة من الأرض في وحدة الدفع النفاث بإدارة الطيران والفضاء (ناسا)، بأنه مع اقتراب المذنب تذيب حرارة الشمس الثلوج التي تغطي جسمه، ليظهر ذيل تمكن رؤيته ليلا من الأرض بالعين المجردة فيما بين أكتوبر/تشرين الأول 2013 ويناير/كانون الثاني 2014، لكن ذلك يتوقف على نجاة المذنب.

وقد يتحطم المذنب 'إيسون' إذا اقترب من الشمس، أو قد يخفق في تكوين ذيل من جزيئات الجليد ترى من على سطح الأرض.

ورصد فلكيان هاويان من روسيا في 21 سبتمبر/أيلول الماضي ما بدا أنه مذنب في صور التقطت بتلسكوب قطره 16 بوصة، وهو جزء من الشبكة البصرية العلمية الدولية، وتعرف أيضا باسم 'إيسون'، ومن هنا جاء اسم المذنب.

ويشبه مسار المذنب 'إيسون' إلى حد كبير المسار الذي مر به مذنب شق طريقه إلى الأرض في عام 1680، وكان مضيئا لدرجة أتاحت مشاهدة ذيله في وضح النهار.
وكتب الفلكي البريطاني ديفد وايتهاوس في صحيفة إندبندنت أنه 'قد يكون المذنب إيسون أكثر المذنبات -التي شوهدت منذ أجيال- إشعاعا، وقد تفوق أشعته حتى ضوء القمر'.

mercredi 26 décembre 2012

عبر عن رأيك


''الخبر'' طرحت السؤال التالي بمناسبة الذكرى الـ34 لرحيله
هل كان الرئيس هواري بومدين ديكتاتورا؟


 
اختلفت الآراء حول طبيعة نظام حكم الرئيس الراحل هواري بومدين، وتتعدد بين من يعتقد أنه جاء إلى الحكم بواسطة انقلاب عسكري، وأسس لنظام شمولي ديكتاتوري، فصادر الحريات وقضى على المؤسسات التي أوجدها الرئيس المنتخب أحمد بن بلة. وبين من يرى العكس تماما، رغم عدم نكرانه بأنه كان ''ديكتاتوريا''، لكن ديكتاتوريته اتسمت بالوعي بمصالح الجزائر، فأضاف صفة ''الإيجابية'' لهذه الديكتاتورية التي بنت الجزائر المستقلة.
 حكم الرئيس هواري بومدين كان شموليا بامتياز
لا شك أن الرئيس هواري بومدين يستحق التقدير والاحترام باعتباره مجاهدا ورئيسا للدولة الجزائرية، له إيجابياته وسلبياته. ولا غرو في ذلك، فهو إنسان غير معصوم، أصاب وأخفق حينما كان يدير شؤون البلاد وفق قناعته السياسية المعتمدة على قوة الجيش، بدت له شرعية ما دام الهدف نبيلا، تجلى في بناء دولة قوية عادلة، تحقق الكرامة للشعب، وفق منظور فلسفة حكمه، القائمة على الثالوث (ثورة ثقافية وثورة زراعية، وثورة صناعية).
صحيح أن مكاسب كثيرة قد تحققت بعد مرور نصف قرن على استرجاع الاستقلال، لكن الجزائر لم تنجح في بناء دولة قوية لا تزول بزوال الرجال مثلما كان يحلم الرئيس بومدين، وأكثـر من ذلك عجزت السلطة عن توفير الحد الأدنى من الكرامة (السكن والعمل) لشريحة هامة من المجتمع. وبالرغم من توافر إمكانات النجاح المتمثلة في المال والثـروات الطبيعية والفلاحة والموارد البشرية، فإن الوطن لا يزال يرزح تحت نير التخلف في أسوأ مظاهره. وقد أنجب الإخفاق السياسي حربا أهلية لم يتم الإقرار بوجودها، أهلكت الحرث والنسل، وتركت جرحا غائرا لا يزال مستعصيا على الالتئام.
وأمام هذه الحصيلة الكارثية، ارتسم سؤال كبير في أذهان الكثير من الجزائريين، مؤداه: إلى أي مدى يتحمل الرئيس هواري بومدين وزْرَ هذا الإخفاق؟ هل أخطأ في حسابه حينما كرّس حكما فرديا، على حساب الديمقراطية؟ ومِنْ ثـَمّ هل كان نظام الحكم في عهده ديكتاتوريا صرفا ؟
للإجابة عن هذه الإشكالية، لا بد من الإشارة إلى أن الرئيس هواري بومدين قد وصل إلى سدة الحكم عن طريق القوة، حين قام بانقلاب عسكري على الرئيس أحمد بن بلة يوم 19 جوان .1965 وأمام استحالة تبرير فعله هذا باسم الديمقراطية، فقد حاول إضفاء الشرعية الثورية على حكمه، علما أن هذه الأخيرة قد انتهت مهمتها عند عتبة استرجاع السيادة الوطنية سنة .1962 وهكذا لم يصل هواري بومدين إلى سدة الحكم عن طريق الإرادة الشعبية، التي كان من المفروض أن تكون هي المعبر الوحيد نحو السلطة. والأدهى من ذلك أنه أدار البلاد بقبضة حديدية لمدة تزيد عن عشرية كاملة دون دستور، ودون برلمان، ودون معارضة، ودون وجود سلطة مضادة تحافظ على توازن الدولة. أما مبدأ فصل السلطات الذي يعد بمثابة حجر الزاوية للدولة الديمقراطية، فلم يكن واردا في سياسته، ناهيك عن مبدأ التداول على السلطة الغائب.
ومما يؤكد التوجه الشمولي لنظام هواري بومدين، أن الكثير من المجاهدين الذين ظلوا مخلصين للقيم الديمقراطية، قد عارضوه، فهذا الرائد لخضر بورقعة يصف النظام الشمولي، الذي أقامه الرئيس أحمد بن بلة بدعم من وزيره للدفاع هواري بومدين بكونه ''اغتيالا للثورة''. أما الرئيس الأول للحكومة المؤقتة للثورة الجزائرية فرحات عباس، فقد انتقد بشدة النظام الشمولي للرئيسين المذكورين، ووصفه بكونه ''مصادرا للاستقلال''. أما السياسي المحنك عبد الرحمن فارس الذي ترأس الهيئة التنفيذية للفترة الانتقالية في سنة ,1962 فقد ذكر في مذكراته أن انقلاب هواري بومدين، وما انجرّ عنه من قرارات غير ديمقراطية كحل المجلس الوطني، كان ضمن العوامل التي دفعته إلى الانسحاب كلية من الساحة السياسية، بعد أن تأكد أن الأوضاع السياسية لم تكن تسير في الاتجاه الديمقراطي الصحيح.
ومن المؤشرات الأخرى الدالة على شمولية نظام هواري بومدين، أنه وضع مصير الجزائر في قبضة ما أسماه بـ''مجلس الثورة''، تشكل من حوالي 26 عضوا، معظمهم من العسكر. وحتى هؤلاء الأعضاء تخلص الرئيس من بعضهم بمجرد ما عبّروا عن آرائهم المعارضة لبعض مواقفه. كما أن محاولة الانقلاب العسكري التي قام بها قائد الأركان الطاهر الزبيري سنة ,1967 دليل آخر يدين حكم بومدين. أما عن هلاك واختفاء رموز الثورة وقادتها، ورجالات الدولة في عهده، فحدّث ولا حرج، الأمر الذي أثار القلق حتى في أوساط دائرته الضيقة، لذا فضل البعض الآخر من أعضاء مجلس الثورة وغيرهم، مغادرة الساحة السياسية، والجزائر أحيانا، قبل أن يصيبهم ما أصاب رفقاءهم.
والحاصل أن جل المؤشرات توحي بأن حكم الرئيس هواري بومدين كان شموليا بامتياز، أنجب نظاما أحاديا فاسدا ما زلنا نعاني من تداعياته إلى يومنا هذا. لكن من باب الإنصاف أن أشير إلى أن ''شمولية'' هواري بومدين كانت في نظر شريحة هامة من المواطنين ''ديكتاتورية متنوّرة''، غايتها بناء دولة قوية الأركان أولا، ثم تأتي الديمقراطية في مرحلة لاحقة. فهل القدر هو الذي حال دون تحقيق المرحلة الثانية هذه، أم أن واقع الإخفاق السياسي الراهن من جنس البذرة التي زرعها، على أساس قاعدة ''من زرع الريح حصد العاصفة''؟
 الدكتور محمد أرزقي فراد




بومدين... رمز الديكتاتورية البناءة

 استعمل الرئيس هواري بومدين، الذي نحيي اليوم ذكرى رحيله الـ34،  القوة العسكرية في انقلابين على سلطات شرعية ظاهريا في كلتا الحالتين، ارتبط الانقلاب الأول بصائفة 1962 الذي أطاح بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية التي كانت تتمتع بشرعية وطنية ودولية، لا سيما بعد أن أصبحت شريكا للحكومة الفرنسية في اتفاقيات إيفيان، بوابة استفتاء الشعب الجزائري في تقرير مصيره واستقلاله. وكذا انقلاب 19 جوان 1965 الذي أطاح بحليفه السابق الرئيس أحمد بن بلة الذي كان يحظى بشعبية واسعة. وقد انتخب رئيسا للجمهورية في خريف .1963 وكان يقوم بتسيير شؤون البلاد بواسطة مؤسسات دستورية وسياسية شرعية، في مقدمتها المجلس الوطني، واللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني.
طبعا لا يعتبر الانقلاب العسكري وسيلة ديمقراطية للوصول إلى الحكم، وبالتالي من السهل أن نقول عن بومدين إنه كان ''ديكتاتوريا بامتياز''. لكن من الواضح كذلك أن العقيد هواري بومدين قائد أركان جيش التحرير الوطني لم يطلب السلطة لذاتها، فقد كان له مبرره لذلك، وهو ترجمة الانطلاقة الثورية في مشروع تنمية وطنية لفائدة أغلبية الشعب الجزائري. وبناء على ذلك كان يرى في جيش الحدود، خاصة القوة المنظمة الوحيدة القادرة على حماية هذا المشروع، وضمان الاستقرار الضروري لإنجازه.
بومدين إذن عبارة عن ''ديكتاتور إيجابي'' يحمل هما وطنيا، جعل الجزائر المستقلة قوة إقليمية باقتصادها وحيوية شبابها المسلح بنور المعرفة العصرية فضلا عن إشعاعها السياسي وقوتها العسكرية.
ومهما اختلفنا في تقييم تجربة بومدين في التنمية الوطنية، فلا يمكن ألا نسجل في رصيده ما يلي: إنه نجح في إقناع أغلبية الجزائريين بمشروعه الموجه أساسا لإرساء الاستقلال الوطني، على دعائم مادية صلبة، وعدالة اجتماعية لا شلك فيها ولا جدال. وأنه أقنع مشروعه كذلك دولا عظمى مثل اليابان وألمانيا، فلم تبخل عليه بالنصح والمساعدة، لإنجاز الشق الصناعي خاصة من هذا المشروع. وليس بومدين نشازا في العالم بارتداء برنوس ''الديكتاتور الإيجابي''، فهناك العديد من أمثاله في العالم نذكر منهم ستالين، ماو تسي تونغ، فرانكو، عبد الناصر...الخ.
كان بومدين يجسد الطموح المشروع لجزائر الثورة والاستقلال. وبدأ فعلا في ترجمة هذا الطموح في مشاريع ملموسة. ويمكن القول إنه كان قدوة في التقشف وتوظيف المال العام فيما ينفع البلاد والعباد. لكنه ارتكب خطأ قاتلا لتأخره كثيرا في تأمين مشروع التنمية الوطنية، بإقامة نظام حكم ديمقراطي، يمكن أن يتجدد ويتجاوز نفسه بطريقة طبيعية.
لقد أمضى عمره - القصير - للأسف في الاتكال على مساعدين طبيعيين - في الظاهر - لكن لا علاقة لأكثـرهم بالمشروع الذي يحمله. ناهيك أن القوى التقدمية لم تكن ترى في أقرب الناس إليه غداة رحيله غير ''سادات الجزائر''.
والسؤال الجدير بالتأمل والجزائر في أوج ''ديكتاتورية الفوضى''، هو ''كيف سيكون حال البلاد لو حافظ الرئيس بن جديد على اختيار التصنيع وأكمله، أو صححه، بفتح المجال أمام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة منها والعمومية؟
ولعل خير ما نختم به هذه العجالة، شهادة الوزير الأخضر الإبراهيمي، الوسيط الأممي، حيث قال: ''كانت المؤشرات الاقتصادية لجزائر مطلع السبعينات من القرن الماضي، أفضل من مؤشرات كوريا الجنوبية. وكانت بالجزائر محافظة سامية للإعلام الآلي في وقت لم تكن الهند تعرف كبير شيء عن هذه التكنولوجيا الرائدة''.
 محمد عباس


بداية بومدين لم تكن ديمقراطية لكنه كان وطنيا

؟ الدكتور
عمّار محند عامر*

 يجب قبل كلّ شيء تصحيح بعض الأشياء تقال هنا وهناك حول المسار النضالي لهواري بومدين. لم يكن بومدين مجهولا في الحركة الوطنية بل كان من مناضلي حزب الشعب في الجزائر ثم بمصر قبل .1954 والتحق باكرا بجيش التحرير الوطني (1955) وبعد ذلك ارتقى إلى منصب قائد عام لأركان الجيش (1960).
بعد الاستقلال، كان بومدين من المسؤولين السامين لجبهة التحرير الوطني الذين انضموا تحت لواء الزعيم الجديد للجزائر المستقلّة: أحمد بن بلّة. وهنا المؤرّخ يصحح مغالطة أخرى التي تزعم أنّ بومدين وجيشه (جيش الحدود المتكوّن من 35000 جندي) هو الذي سمح لجماعة تلمسان أي لبن بلة بالوصول إلى الحكم. لكن في الحقيقة إنّ مسألة كبيرة طرحت في تلك المرحلة (أزمة صيف 1962) تعلّقت بمن له الشرعية: الثورية والسياسية. وهنا بومدين وبن بلة لم يكونا في نفس المستوى.
ذاع صيت بومدين وجماعته (جماعة وجدة) بعد الانقلاب العسكري ليوم 19 جوان .1965 تميّز حكم بومدين ببدايته غير الديمقراطية (انقلاب عسكري) على عكس بن بلة الذي تم تعيينه رئيسا للجزائر باستفتاء شعبي (1963).
تميّزت فترة حكم بومدين بتقييد الحريات الفردية والجماعية. ولم تلعب جبهة التحرير الوطني دورها كحزب حاكم وواحد، بل همّشت لفائدة بقايا مجلس الثورة الذي أسّس بعد الانقلاب.
ختاما، نقول إنّ إيجابيات حكم بومدين هي وجود استراتيجية ونظرة اقتصادية، ولو أنّها لم تحقّق أهدافها، إلاّ أنها لها الفضل في الوجود حيث جنّدت آلاف الإطارات الذين كانوا يؤمنون بهذه السياسات، وهذا شيء إيجابي في رأينا.
فشل هذه التجارب ناتج عن غياب توازن في القوى السياسية وانعدام معارضة داخلية معترف بها. هذه الوضعية لم تسمح للبلاد بأن تستفيد من كفاءات وتجارب كلّ أبنائها.
بومدين كان في نفس الوقت وطنيا ومتشبثا بالحكم، وهذا ما كان حال أغلب رؤساء وزعماء البلدان التي خرجت من الاحتلال الأجنبي.
*باحث بمركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بوهران


الدكتور رابح لونيسي لـ''الخبر''
شعور بومدين بأنه حامل رسالة العدالة وخدمة الفقراء حوله إلى رجل مستبد بالرأي

يعتقد المؤرخ رابح لونيسي أن هواري بومدين أصبح يتحدث أن الدولة والأمة والوطن ومصالح الشعب تتجسد في شخصه، وكل من عارض سياساته فهو ضد الدولة والجزائر. وأضاف لونيسي في حوار لـ''الخبر'': ''لقد أقام نظاما شموليا يسيطر على كل شيء، فلا مكان للتعبير الحر أو القضاء المستقل أو تعددية حزبية أو فصل للسلطات''.
الجزائر: حاوره حميد عبد القادر

كيف يرى مدرس التاريخ شخصية هواري بومدين، بعيدا عن التأثيرات السياسية؟
 يصف بعض الباحثين والسياسيين الرئيس هواري بومدين بـ''المستبد''، لكن يختلف هؤلاء في تفسير ما يعتبرونه استبدادا، فالبعض يرى بأنه طبيعة موجودة لدى البعض من النخب التي تربت في كنف الحركات التحريرية والثورية العنيفة، ويفسرها آخرون بولع بومدين بالسلطة وما الاستبداد إلا طبيعة نفسية فيه. ويقول آخرون إن الظروف آنذاك فرضت على بومدين ذلك، لأن الشعب لم يكن مستعدا للحياة الديمقراطية، أما الذين ينفون عن بومدين صفة الاستبداد، فيذهب البعض منهم إلى حد القول إن بومدين قبل وفاته كان يستعد لإدخال نوع من الحياة الديمقراطية في الجزائر بإنشاء منابر سياسية داخل حزب جبهة التحرير الوطني مثلما فعل السادات في مصر. لكن أعتقد أن كلام هؤلاء يدخل في إطار مسايرة الموجة الديمقراطية التي عرفها العالم، ومنها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي، وما كلامهم إلا محاولة لإعطاء صورة ''ديمقراطية'' عن بومدين.
وكيف نحكم على مسار الرئيس بومدين؟
 كي نحكم على أي رئيس دولة أنه ديمقراطي، لا يكفي أن يصرح بذلك، لأنه كم من مدع للديمقراطية وهو يمارس نقيضها، ولا يمكن لنا أن نحكم على ذلك إلا من خلال عدة عوامل وهي: ذهنية وثقافة الشخصية المدروسة وطريقة وصولها إلى السلطة ونظرتها إلى المعارضة ومدى احترامها للحريات وحقوق الإنسان وحرصها على فصل السلطات، وكذلك طريقة بنائها للدولة ومؤسساتها. وتعد طريقة الوصول إلى السلطة عاملا رئيسيا في تحديد كل العوامل الأخرى، لأن الكثير من الذين يأخذون السلطة بالقوة فإنهم يعتبرون ما أخذوه ملكية لهم لابد من الدفاع عنها بشراسة ضد كل من يحاول الاقتراب منها، فيحولون الدولة بذلك إلى ملكية شخصية، ويعتبرون المعارضة عدوا شرسا يسعى لأخذ الدولة - الخاصة بهم، فيعاملونها بقسوة ووحشية.
لا يمكن أن ينفي أي كان أن بومدين قد أخذ السلطة بالقوة، وهذا ليس فقط بانقلابه على بن بلة عام ,1965 بل كان وراء أول انقلاب وقع في الجزائر عام 1962 ضد الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، لكنه اختفى حينها وراء رمز تاريخي هو بن بلة، لأنه لم يكن معروفا لدى الشعب، وعند أخذه السلطة دفعته عدة عوامل إلى التفرد بها، ومنها ثقافته السياسية والظروف السائدة آنذاك، كما أن هناك عاملا آخر وراء هذا السلوك البومديني، ويتمثل في إيمانه الشديد بالمبدأ الاشتراكي والعدالة الاجتماعية، فقد تأثـر بالصراع الأيديولوجي السائد عالميا آنذاك حول لمن الأولوية: للعدالة الاجتماعية أم للديمقراطية، وقد أخذ بومدين بأولوية العدالة الاجتماعية معتبرا مثل الكثير من المتأثرين بالماركسية آنذاك بأن الديمقراطية مرتبطة بالرأسمالية.
وما هي مظاهر الانحراف لدى بومدين؟
 أغفل بومدين تماما بيان أول نوفمبر الذي كان ينص على ضرورة الجمع بين مبدأي العدالة الاجتماعية والديمقراطية، أي إقامة دولة ''ديمقراطية واجتماعية'' كما نص على ذلك البيان المكتوب أصلا باللغة الفرنسية، قبل أن يحرف هذا البيان بمحو الواو ويحول إلى ''ديمقراطية اجتماعية'' بعد ترجمته إلى العربية، وهي ترجمة تحمل دلالة أخرى مناقضة للنص الأصلي للبيان، وأبقي على هذا التحريف بهدف إعطاء شرعية ثورية للسياسة التي اتبعها بن بلة ثم بومدين في الجزائر.
ولم يع بومدين بحكم عدة عوائق أن عدم تطبيق الديمقراطية إلى جانب سياسته الاجتماعية ستكون عاملا رئيسيا وراء فشل مشروعه الاجتماعي، فلا يمكن أن ينكر أي باحث جاد بأن بومدين قد وضع إستراتيجية ومشروعا تنمويا طموحا جدا، وسعى بواسطته إلى اكتساب الشرعية بواسطة التنمية، لكن انعدام النقاش الحر في المجتمع منع بومدين من إدراك الخلل والهفوات الموجودة في مشروعه وإستراتيجيته لتصحيحها في الوقت المناسب، كما أن تغييبه للمعارضة وللتعبير الحر وللمجتمع المدني القوي والمستقل أدى إلى غياب الرقابة والتوازن بين مختلف مؤسسات الدولة، فنتج عن ذلك ميلاد بورجوازية جديدة يمكن أن نسميها بـ''البورجوازية البيروقراطية'' متكونة من بعض النخب الحاكمة، فقوضت هذه الطبقة الجديدة فيما بعد كل أحلام بومدين في تحقيق العدالة الاجتماعية.
كما أن شعور بومدين أنه حامل رسالة العدالة وخدمة الفقراء حوله إلى رجل مستبد بالرأي، فاعتبر كل مخالف له بأنه بورجوازي ورجعي وعميل للإمبريالية وعدو للطموحات الشعبية، وينظر إلى الأشخاص والتيارات الأيديولوجية المخالفة له في الطرح بأنها خائنة وينعتها بشتى النعوت كالعمالة والبورجوازية وعديمة الوطنية، وهو الاعتقاد الذي يدفع حتما إلى الإقصاء والممارسات الدكتاتورية، فبسبب ذلك قمع وسجن أشخاصا وزعماء أعطوا النفس والنفيس من أجل تحرير الجزائر من الاستعمار، ليقعوا فيما بعد تحت تسلط وقمع بومدين ونظامه. ويمكن أن نصنف بومدين ضمن السياسيين الذين يعتقدون أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة، وينطبق هذا السلوك البومديني على الكثير من الأيديولوجيين المنغلقين الذين يحولون أيديولوجيتهم إلى حقيقة مطلقة غير قابلة للنقاش والمراجعة، بمن فيهم بعض الديمقراطيين الذين يحولون المبدأ الديمقراطي إلى أيديولوجية مغلقة بدل أن تكون مجرد آليات لحل مشكلة السلطة بواسطة التداول السلمي عليها واحترام الحريات والتعددية وغيرها من مبادئ الديمقراطية.
وبفعل هذا الانغلاق الأيديولوجي قام بومدين بقمع المعارضة بكل أطيافها وسجن ونفي زعمائها، ولم ينج من ذلك حتى المقربون منه، فتعرضوا للمضايقات إلا لأنهم خالفوه الطرح، وعندما نقرأ مذكرات الشاذلي بن جديد نجده يقولها بشكل غير مباشر بأن مدغري وقايد أحمد وشابو قد ماتوا في ظروف غامضة بعد خلاف مع بومدين في الطرح، وحتى داخل مجلس الثورة فإنه لا يستشير إلا أقرب المقربين إليه، ما دفع الطاهر الزبيري إلى القيام بمحاولة انقلابية ضده عام .1968
أما بشأن بناء الدولة فإن بومدين لم يقم مؤسسات قوية ومستقلة، وبنى سلطة قوية لكن بدولة ضعيفة وهشة في مؤسساتها، كما لم يميز بين النظام أو السلطة القائمة والدولة، وهو وراء هذا الخلط الموجود اليوم لدى الكثير من الجزائريين، بل حتى بين السياسيين معتقدين أن الدولة هي السلطة والنظام، وكل من عارض سياسة السلطة فهو ضد الدولة في نظرهم، وهو أمر خطير جدا، لأن كلنا الدولة، سلطة وشعبا وأرضا ومؤسسات وأحزابا سواء كانت معارضة أو مؤيدة للسلطة القائمة التي هي ليست ثابتة بل متحركة وتتغير من انتخابات وتفويض شعبي لآخر، عكس الدولة ومؤسساتها، وذهب بومدين إلى أبعد من ذلك حيث أصبح يتحدث أن الدولة والأمة والوطن ومصالح الشعب تتجسد في شخصه، وكل من عارض سياساته فهو ضد الدولة والجزائر.
وكيف يمكن وصف طبيعة نظام بومدين؟
 أقام بومدين نظاما شموليا يسيطر على كل شيء، فلا مكان للتعبير الحر أو القضاء المستقل أو تعددية حزبية أو فصل للسلطات، وسيطر على الحزب الواحد الذي تحول إلى مجرد بوق لسياسته، ومنع كل صوت معارض إما بالسجن أو النفي، كما منع قيام أي مجتمع مدني مستقل، فكل شرائح المجتمع انتظمت في منظمات جماهيرية تابعة للحزب الواحد الذي يتحكم فيه.
إن هذا النظام الذي وضعه بومدين تجذر وتصلب، وبرزت من داخله لوبيات تدافع عن مصالحها الخاصة والضيقة تحت غطاءات شتى كالوطنية والاشتراكية والعروبة والإسلام والثورة والوحدة الوطنية، وغيرها من الشعارات التي تستخدم كرأسمال رمزي للوصول إلى السلطة والريع، كما استخدمتها أيضا لقمع وإسكات أي صوت نابع من قلب أي وطني أراد الوقوف ضد هذه الانحرافات الخطيرة التي يمكن أن تهدد مستقبل دولة وأمة استشهد من أجلها الملايين.
وقد تغولت هذه اللوبيات إلى درجة أنه أصبح من الصعب جدا إدخال أي إصلاحات على آليات عمل النظام السياسي في الجزائر والقيام بعملية انتقال ديمقراطي بفعل عرقلة هذه اللوبيات لها وانتشارها في بعض دواليب الدولة، وترى في أي إصلاحات أنها تهديد لمصالحها الضيقة، ويبدو أن هؤلاء هم وراء عرقلة وإجهاض كل المحاولات والدعوات إلى إصلاحات جادة لآليات عمل النظام السياسي الجزائري منذ ثمانينيات القرن الماضي إلى حد اليوم، ويبدو أن الكثير من هذه اللوبيات والدائرين في فلكها هي التي تحولت إلى قوة و''مافيا مالية - سياسية''، حسب تعبير بوضياف، ولم يصلوا إلى ذلك إلا بفعل استغلالهم المناصب تحت شعارات الاشتراكية في عهد بومدين وانعدام قوى مضادة آنذاك تحد من سطوتهم بسبب غياب الحريات الديمقراطية.
ويمكننا إطلاق صفة ''المستبد المستنير'' على الرئيس بومدين بسبب الكثير من إنجازاته، ومنها خاصة التعليم والتوزيع العادل للثـروة وسعيه لتحديث المجتمع دون أن يحقق الحداثة، لأن هناك فرقا شاسعا بين المفهومين، إلا أن تغييبه للحريات الديمقراطية أدى إلى فشل مشروعه، ويمكننا أن نقول في هذا الفشل نفس ما قاله محمد عبده عن أسباب فشل مشروع محمد علي في مصر في القرن 19 عندما حصرها في استبداد محمد علي، أي انعدام الحريات وفصل السلطات وغيرها من مبادئ الدولة الحديثة الديمقراطية.

 الدكتور رابح لونيسي



بول بالتا

 من خلال المقابلات التي كانت تجمعنا سويا عدة مؤشرات كانت تدل على أنه كان يود القيام بانفتاح سياسي ابتداء من عام .1976 كانت جريدة ''لوموند'' قد استدعتني لتحويلي إلى إيران لتغطية أحداث الثورة، وكنت قد التقيت به في أواخر أوت من سنة 1978 لإخباره بالموضوع وأودعه، لكنه أبدى اعتراضه وأصر علي بالبقاء قائلا: ''إنك عشت معنا وشاهدت المؤسسات ولذلك عليك بأن تكمل مشاهداتك وستكون هناك تغييرات هامة، أتصور أنها تكون نهاية السنة أو بداية 1979 مؤتمر كبير لجبهة التحرير الوطني ويتوجب علينا تقييم الحصيلة وإحصاء الإيجابيات وخاصة معرفة أسباب الفشل وتصحيح الأخطاء وتوضيح الاختيارات الجديدة، وبما أنك شاهد على تجربتنا فأنت الأقدر على الحكم عليها وعلى تطورها. وشعرت عندها أنني في ورطة، فطرحت عليه عدة تساؤلات: هل تنوي إقامة تعددية حزبية؟ وهل تنوي إعطاء مكانة أوسع للقطاع الخاص؟ وهل تنوي تحرير الصحافة؟ وتشجيع الحركة الجمعوية؟ وكانت الطريقة التي ابتسم بها توحي بالموافقة، ثم قال لي: أنت الأول الذي حدثته بهذا الأمر. لن أزيد أكثـر من هذا في الوقت الحالي، ولكن ضع ثقتك في، سوف لن يخيب ظنك''.. وتوجب عليّ الذهاب إلى طهران وعندها بلغني نبأ مرضه ثم موته.
بومدين عرف كيف يجعل من مجموعات مبعثـرة من المقاتلين خلال الثورة وحدات قتالية حقيقية. بعد الاستقلال، نجح في إدماج أفراد الولايات التاريخية ضمن صفوف الجيش الوطني الشعبي. ذلك ليس بالأمر الهين أبدا. لقد كان بومدين، من دون منازع فعلا، مؤسس الجيش الجزائري بالمعنى العصري للكلمة.

قالوا عن بومدين...

سيمون مالي
؟ ''قبل أن يموت بومدين بأربع سنوات في ديسمبر من عام 1978 كنت قد سألته وكنت آخذ الشاي معه، هل فكر في من يستخلفه خاصة وأن الجزائر مستهدفة... ابتسم لحظة قبل أن يسر لي قائلا: ''الله كبير يا أخي وعندما يتوفاني إليه، أظن أن بعض إخواني سيجدون خليفة ممتازا''. فذكرت له سي عبد القادر مثلا ؟ ذكرت له الاسم الحربي لعبد العزيز بوتفليقة، الذي كان ذراعه الأيمن وكاتم أسراره ومن معاونيه المقربين، فأجابني: ''لم لا، إنك تعرفه جيدا وتراه باستمرار في الأمم المتحدة. إنه عنصر ثوري ملتزم ويعرف كيف يكمل المهمة، ولقد ساهم كثيرا في جعل الجزائر مكة جميع حركات التحرر''.
؟ قالوا عنه: ''كان رحمه الله ينسى نفسه في العمل ولا يتفقد مواعيد الطعام إلا عندما يجوع...''.
ملاحظة: 
هذه كانت جملة مقالات نشرتها الخبر وتحدتث فيها عن حياة الراحل هواري بومدين وعن سياساته,نرجو من كل طالب أن يحاول ولو ببضع كلمات أن يقدم لنا رأيه حول مشوار الرئيس الراحل لأن ذلك سيكون مفيدا في إنجاز إحدى مشاريع التخرج العلمية فساهموا معنا وأجركم وأجرنا جميعا على الله.   

كن متفائلا !


دعوة للتفاؤل

 


الجزء الأول
 في سيرة رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – وهديه أعظم العبر للمعتبرين، وفيها تسلية وجبر للمنكسرين والمهمومين، وانطلاقة وحافز للمتطلعين المشمرين.

ونريد أن نقضي وقتًا رائعًا في مدرسة التفاؤل العظيمة، مدرسة المصطفى – صلى الله عليه وعلى آله وسلم –، فوالله إن في سيرته لأسوة للمتفائلين، وعبرة وعظة للمتشائمين.

مع التفاؤل، تأتي كل الخصال الحميدة، فالمتفائل كريم لأنه لا يتشاءم بالفقر، والمتفائل شجاع لأنه لا يتشاءم بالهزيمة، والمتفائل متسامح لأنه لا يتشاءم بظلم الناس، والمتفائل فرح سعيد لأنه يوقن أن الغد أفضل من اليوم بإذن الله.

ولو تأملنا في سيرة النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – لوجدنا أنه عليه الصلاة والسلام كان يستصحب التفاؤل في كل أحواله، مع تغير وتباين هذه الأحوال، فقد كانت متفاوتة تفاوتًا عظيمًا من حرب وسلم، وأمن وخوف، وسراء وضراء، فلم يُعرف أن الظروف غيرته أو أصابته بالملل، بل كلما استحكمت ازداد تفاؤلاً وتشوفًا للنصر، بل يغضب لغياب التفاؤل عن بعض أصحابه في وقت اشتداد الأزمة.

كان رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – مع أبي بكر – رضي الله عنه – في الغار وقد خرجا من مكة والكفارُ يبحثون عنهما في كل أرض ومكان، ويقول أبو بكر للنبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم –: لو نظر أحدهم موقع قدمه لرآنا، فيقول النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم –: \"يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟\".

وعند حفر الخندق أمر عجب، روى البخاري عن جابر – رضي الله عنه – قال: إنَّا يوم الخندق نحفر، فعرضت كُدْيَةٌ شديدة، فجاءوا النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فقالوا: هذه كُدْيَةٌ عرضت في الخندق فقال: \"أنا نازل\"، ثم قام وبطنه معصوب بحجر فأخذ المعول فضرب فعاد كثيبًا أَهْيَل أو أَهْيَم ـ أي صار رملاً لا يتماسك.

وروى أحمد – رحمه الله – عن البراء – رضي الله عنه – قال: لما كان يوم الخندق عرضت لنا في بعض الخندق صخرة لا تأخذ منها المعاول، فاشتكينا ذلك لرسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم –، فجاء وأخذ المعول فقال: \"بسم الله، ثم ضرب ضربة وقال: الله أكبر، أُعْطِيْتُ مفاتيح الشام، والله إني لأنظر قصورها الحمر الساعة، ثم ضرب الثانية فقطع آخر، فقال: الله أكبر، أُعْطِيْتُ فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض الآن، ثم ضرب الثالثة، فقال: بسم الله، فقطع بقية الحجر فقال: الله أكبر، أُعْطِيْتُ مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني\".

قمة التفاؤل أن تنظر لنجاحك وأنت غارق في الصعوبات والضوائق، بطنه معصوب بحجر، والخوف يحيط بهم من كل مكان ويُبَشِّرُ بفتح المشرق والمغرب، بالله عليكم من يملك مثل هذه الروح؟ إنها مدرسة النبوة، إنها مدرسة التفاؤل.

عن عائشة – رضي الله عنها – أنها سألت النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم –: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ فقال: \"لقد لقيت من قومكِ فكان أشد ما لقيتُ منهم يوم العقبة إذ عرضْتُ نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت – وأنا مهموم – على وجهي فلم أفق إلا في قرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملَك الجبال لتأمره بما شئت فيهم\". قال: \"فناداني ملَك الجبال فسلم علي ثم قال: يا محمد، إنَّ الله قد سمع قول قومك وأنا ملَك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك إن شئت أطبق عليهم الأخشبين\" فقال رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم –: \"بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئًا\". متفق عليه.

التفاؤل صناعة الناجحين في زمن المتغيرات، والتفاؤل يولِّد مع الأزمة، وكلما ازدادت الأزمة استحكامًا ازداد طلب التفاؤل.
 


قصص واقعية لم تسمعها من قيل

مجموعة قصص واقعية

(1)

اما القصة الاولى فكانت لشاب من مدينة الرياض. هذا الشاب ايها الاحبة كان غافلا ومعرضا ومقترا وكلنا ذلك الرجل هذا الشاب كانت فيه خصلة جميلة انه حريص على مجالس الذكر حتى وهو في اعراضه حتى وهو في غفلته يحب مجالس الذكر المجالس التي فيها قال الله وقال رسوله ويستمر على هذا الحال لفترة يحضر عند الاخوان ويستمع للكلام وللحديث وللذكر وبعد فترة تموت امه فيتأثر تأثرا شديدا ويعزم على التوبة وعلى الانابة ويلازم مجالس الذكر لكن هذه المرة مع الاستقامة والهداية. يقول الاخوة في ليلة من الليالي وكانت ليلة جمعة قلنا يا فلان ما رايك بعد صلاة الفجر بساعتين يعني الساعة السابعة نذهب لمغسلة الاموات فنغسل معهم ونشاركهم في هذا الاجر ونتعظ بما نرى فقال نعم والله انها فكرة طيبة وايضا نصلي على الجنازة بعد صلاة الجمعة ثم نذهب الى المقبرة وازور قبر امي اتفقوا على هذا وتفرقوا عليه. يقول احد الاخوة بعد صلاة الفجر وكان جاره يقول بعد صلاة الفجر خرجت واذا بسيارة الاسعاف عند بيته فخفت وذهبت مباشرة الى باب بيته فوجدت قريبا له قلت ماذا حدث ماذا حصل؟ قال زميلكم فلان انتقل الى رحمة الله يا فلان قل كلاما غير هذا امس كان معنا اتفقنا في هذا اليوم ان نذهب الى المغسلة والمقبرة قال نعم انه فارقكم ورجع الى البيت فما نام وانما فرش سجادته وصف اقدامه وقام لله عز وجل يقول فلما انتهى من قيام الليل اخذ المصحف واتكأ على الجدار وبدأ يقرأ بالقران حتى جاءه الموت على هذه الحالة يقول دخلنا والمصحف معه والسجادة مفروشة امامه. مات على هذه الحالة ايها الاحية وهي حالة مرضية وهي حالة حسنة نرجو له باذن الله تعالى الخير. ايها الاحبة الكرام لا بد ان نتعظ ولا بد ان نعتبر من هذه القصص والحكايات. فكر كيف ستكون نهايتك. تأمل لو انني الان في هذا المكان اتحدث عن قصتك انت او عن قصتي انا تتحدث انت كيف سيكون الحال ايها الاحبة الغفلة قد رانت على القلوب الله المستعان لكن لعل هذه القصص وهذه الاخبار ان توقظنا من غفلتنا وان تنبهنا من ركدتنا  .

(2)

القصة الاخرى لامراة كانت من دولة مصر حضرت هذه المراة مع زوجها للحج اتوا عن طريق الباخرة شاركوا في اداء المناسك طافوا بالبيت وسعوا وشربوا من زمزم ودعوا الله عز وجل وسكبوا العبرات ثم رجعوا قافلين الى بلادهم عن طريق الباخرة او ما يسمى بالعبارة يقول زوجها يقول كنا في كبينة في غرفة انا وزوجتي واولادي يقول وكنا نتجاذب اطراف الحديث وفي هذه اللحظة سمعنا جلبا وصراخ ووقع اقدام فخرجت لاستطلع الامر فاذا بالناس يصرخون السفينة تغرق السفينة تغرق فرجعت مذعورا الى غرفتي وقلت لزوجتي هيا بنا نخرج السفينة تغرق السفينة تغرق فقالت لا ما اخرج . ماذا تقولين يا امراة هل جننتي؟ هل فقدتي عقلك السفينة تغرق تريدين الموت قالت لا ولن اخرج حتى البس حجابي كاملا يقول فحاولت ان ابين لها ان الناس الان ما ينشغلون بالنظر الى النساء الناس في خطر عظيم قالت لن اجادل في هذا الامر ولا تجادلني في هذه المسالة والله لن اخرج من هذه الغرفة الا وقد لبست حجابي كاملا الحجاب الذي امرني الله به يقول فاستسلمت للامر الواقع فكانت تلبس حجابها والناس يتدافعون يريدون النجاة بانفسهم يقول فلبست حجابها العجيب انها كانت مطمئنة ما كانت عليها علامات الذعر ولا الخوف ولا الهلع يول ثم خرجنا وقد لبست حجابها كاملا يقول وانا ممسك بيدها ضغطت على يدي قالت يا فلان تنادي زوجها هل انت راض عني؟ قال نعم قلت استغربت الى سؤالها هل هذا هو مكان السؤال يقول فرحت واستأنست وضحكت. ذهبنا نريد النجاة لكن حال بيني وبينها الموج غرقت السفينة جاءت فرق الانقاذ فانقذت من انقذت وعجرت عن انقاذ البقية يقول فكنت من الناجين انا واولادي بحثت عن زوجتي في الناجين فلم اجدها ذهبت الى جثث الغرقى يقول وجدتها ميته في حجابها. لا اله الا الله اين نساءنا من هذه المراة تخرج الواحدة منهن وهي في امن وفي سعة وفي سكون وفي سلام تخرج الى السوق براسها ثم تتعطر وتتزين وتبدي مفاتنها وهذه المراة في وقت شديد وفي كرب عظيم تتمسك بحجابها. انا لا اريد التعليق على هذا الموقف لكن اقول وهو نداء الى الاخوات المؤمنات اتق الله في حجابك. حجابك او النار. اتقي الله في رمز العفة والكرامة لا تتخلي عنه مهما كانت الظروف ومهما كانت الاحوال. الخوف من سوء الخاتمة هو ديدن العلماء و فجاءة الصالحين يقول سهل ابن عبد الله التستري حجابك او النار اتق الله في رمز العفة والكرامة لا تتخلي عنه مهما كانت الظروف ومهما كانت الاحوال. . الخوف من سوء الخاتمة هو ديدن العلماء و فجاءة الصالحين يقول سهل ابن عبد الله التستري خوف الصديقين من سوء الخاتمة عند كل خطرة وعند كل حركة وهم الذين وصفهم الله تعالى اذا يقول (( قلوبهم وجلة)) ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى ولقد قطع خوف الخاتمة ظهور المتقين وكأن المسيئين الظالمين قد اخذوا توقيعا بالامان يقول المتقون خافوا من سوء الخاتمة والمسيئون كأن عندهم توقيع بالامان. وبكى سفيان بكى ذات ليلة واكثر من البكاء فقيل له كل هذا من خوف الذنوب فاخذ حفنة في يده فقال والله الذنوب اهون عندي من هذه ولكن ابكي خوفا من سوء الخاتمة فلنخف من سوء الخاتمة يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح (( ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار والنتيجة يدخلها وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة والنتيجة فيدخلها )) الاعمال بالخواتيم (( ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون ))

ذهبت مدرسة للبنات في رحلة بالحافلة إلى مواقع أثرية فنزلوا وأخذت كل واحدة منها ترسم أو تكتب وتصور وذهبت إحدى الفتيات في مكان بعيد عن الآخرين فجاء وقت الرحيل وركبت البنات الحافلة فلما سمعت تلك البنت صوت الحافلة ألقت كل ما بيدها وراحت تركض خلفها وتصرخ ولكنهم لم ينتبهوا لها فابتعدت الحافلة , ثم أخذت تسير وهي خائفة ولما حل الليل وسمعت صوت الذئاب ازدادت خوفاً ثم رأت كوخاً صغيراً ففرحت وذهبت إليه وكان يسكنه شاب فقالت له قصتها , ثم قال لها : حسناً نامي اليوم عندي وفي الصباح أذهب بك إلى المكان الذي جئتي منه لتأخذك الحافلة أنتِ نامي على السرير وأنا سأنام على الأرض وكانت خائفة جداً فقد رأته كل مرة يقرأ كتاباً ثم يذهب الشمعة ويطفأها بأصبعه ويعود حتى احترقت أصابعه الخمسة وظنت أنه من الجن , وفي الصباح ذهب بها وأخذتها الحافلة فلما عادت إلى اليبت حكت لأبيها كل القصة , ومن فضول الأب ذهب إلى الشاب لماذا كان يفعل ذلك فذهب إليه ورأى أصابعه الخمسة ملفوفة بقطع قماش فسأله الأب : ماذا حصل لأصابعك ؟ فقال الشاب : بالأمس حضرت إلي فتاة تائهة ونامت عندي وكان الشيطان كل مرة يأتيني فأقرأ كتاباً لعل الشيطان يذهب عني لكنه لم يذهب فأحرق أصبعي لأتذكر عذاب جهنم ثم أعود للنوم فيأتيني الشيطان مرة أخرى وفعلت ذلك حتى احترقت أصابعي الخمسة , فقال له الأب : تعال معي إلى البيت , فلما وصلا إلى البيت أحضر ابنته وقال : هل تعرف هذه الفتاة ؟ الشاب : نعم , هذه التي نامت عندي بالأمس فقال الأب : هي زوجة لك , فانظروا كيف أبدل الله هذا الشاب الحرام بالحلال