نحو رؤية حضارية للإعلام الإسلامي المعاصر في عصر العولمة
إن المأمول من الإعلام الإسلامي المعاصر - وفقاً للرؤية
الحضارية المعتمدة بحثياً هنا - كبير وواسع، حيث إنه مطلوب من هذا الإعلام، أن
يواصل مسيرته التاريخية في التعبير عن حركة الصحوة الإسلامية، والدفاع عن
مكتسباتها ، اضافة إلى الدعوة إلى استشراف الآفاق المستقبلية لمشروعها الحضاري
البديل، وذلك من أجل إنقاذ الأمة مما هي فيه من بلاء، أيضا مطولب من الإعلام
الإسلامي المعاصر - الآن - أكثر من أي وقت مضى أن يسهم إسهاماً حيوياً ملموساً في
التكوين الفكري والسلوكي لقاعدة التغيير الإسلامي، ونعني بهم شباب الأمة
المتدينون، والملتزمون ، وترشيد مسيرتهم كي يتجنبوا المزالق الفكرية والاندفاعات
العاطفية·
يضاف إلى ذلك أنه ينبغي على هذا الإعلام - أيضا - القيام بدور ناشط وفاعل في آن واحد معاً وذلك من أجل التأثير الإيجابي في الرأي العام محلياً وإقليمياً - كما ألمحنا - حتى لا يكون إعلاماً منعزلاً ومتقوقعا على نفسه· ولذا لا يمكن للمهمات النبيلة المطلوبة من الإعلام الإسلامي المعاصر في سعيه الدؤوب نحو ترشيد مسيرة الصحوة الإسلامية، أن يتم تأديتها على الوجه الأكمل، إلا إذا توافر لهذا الإعلام من الطاقات والإمكانات ، التي لا تكفي، وحدها لتحقيق المطولب منه، بل لابد من توافر شروط أخرى على قدر كبير من الأهمية، يأتي على رأسها وجود مناخ فكري وسياسي، واجتماعي صحي يتسمم بقدر كبير من الحرية والمسؤولية - الإعلامية - المهتدية بروح الشريعة الغراء، المنطلقة من مقاصدها الكلية وبغير ذلك لا يمكن ان نطلب من الإعلام الإسلامي القيام بتأدية مسؤوليته الحضارية كما ينبغي >20<·
وفي هذا السياق الحضاري، نرى أن بعض الباحثين العلميين، يطرح اليوم - وبشكل قوي - مسألة ضرورة صنع إعلام إسلامي معاصر - وفقاً لرؤية حضارية واعية - ويرون أن في ذلك الحل الأمثل لإشكالية الإعلام· وهذا من منطلق أن الإعلام، الذي تقوم رسالته على منطلقات نابعة من الإسلام ورسالته السمحاء هو الإعلام الحق المطلوب الآن وفي المستقبل، هذا فضلاً عن أنه يهدف إلى رفع مستوى فكر الإنسان ومعاشه، ولذا فهو على الحقيقة الإعلام المطلوب ابنثاقاً من الأمر الإلهي الحق، بتكريم الإنسان بعد استخلافه في الأرض: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَاَ بنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمِ مّنَ الطَّيِبَاتِ وَفَضَّلناهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} (الإسرء:70)· وكذلك يكون كل إعلام يسهم في تخريب فكر الإنسان وسلوكه، وفي تشويش عقيدته وضرب الجمال والخير والحق عنده، إعلاما معادياً للتصور الإسلامي الحق من المنظار الحضاري، ولهذا ينبغي على الأمة - كل الأمة - مواجهته· ومن هنا فإن صناعة إعلام إسلامي معاصر، لا تعني على أية حال الإعراض عن اختراعات العصر وتقنياته، إضافة إلى عدم معاداة التطور العلمي المذهل في مجال التقنيات، بل لابد أن يكون ذلك التطوير مع استقدام الآلات·· والاختراعات، كما يجب - أيضاً - أن نضع البرامج، وأن نرسم الأهداف، لكي تكون الرسائل الإعلامية- المبثوثة عبر برامج هذا الإعلام - في خدمة قضايا أمتنا، ووسيلة لنشر قيمها الحضارية المشعة، بل وإحدى أسلحة الدفاع عنها >21<·
وفي ظل ما تقدم، نرى أن المطلوب منا كطلبة مختصين في ميدان الاعلام أن نسعى لتكوين هذا الإعلام الإسلامي المعاصر المنشود، في عالم اليوم والغد المنظور واللا منظور، هو أن نضفي على معطيات إعلامنا - في واقعها الراهن - هذا الطابع، الذي يجعله يتلائم مع ذاتنا، نحن أبناء المجتمع الإسلامي، وذلك لأنه من الأهمية بمكان - إيمانياً وحضارياً-أن يعبر إعلامنا - كما ألمحنا - عن هويتنا وذاتنا، إضافة إلى انبثاقه الحي، من قيمنا وتراثنا الحضاري الأصيل· إن تلك الأنظمة والنظريات والأفكار، التي نستوردها، ونحاول تطبيقها في مجتمعاتنا الإسلامية المعاصرة ووسط شعوبنا لنظهر بمظهر المتحضرين، قد صُممت ونبعت من طبيعة تلك المجتمعات التي صدرتها لنا، فهي تتلائم مع من يعيشون فيها وتتماشى مع أذواقهم، وتتناسب مع ميولهم، أما مجتمعاتنا الإسلامية فلها أيضاً أفكار وآراء وأهواء ولها ما يناسبها من معطيات ثقافية وإعلامية إسلامية، تؤكد على مدي الخصوصية لهذه الأمة، أمام هذا التيار الهادر لعصر العولمة، الذي يريد اقتلاع الجذور الثقافية الراسخة لأمتنا الإسلامية، ومن ثم تضييع مقومات وجودنا الحضاري المتمايز في عصر العولمة، الذي هو على الحقيقة عصر الهيمنة الاستعمارية الجديدة.
يضاف إلى ذلك أنه ينبغي على هذا الإعلام - أيضا - القيام بدور ناشط وفاعل في آن واحد معاً وذلك من أجل التأثير الإيجابي في الرأي العام محلياً وإقليمياً - كما ألمحنا - حتى لا يكون إعلاماً منعزلاً ومتقوقعا على نفسه· ولذا لا يمكن للمهمات النبيلة المطلوبة من الإعلام الإسلامي المعاصر في سعيه الدؤوب نحو ترشيد مسيرة الصحوة الإسلامية، أن يتم تأديتها على الوجه الأكمل، إلا إذا توافر لهذا الإعلام من الطاقات والإمكانات ، التي لا تكفي، وحدها لتحقيق المطولب منه، بل لابد من توافر شروط أخرى على قدر كبير من الأهمية، يأتي على رأسها وجود مناخ فكري وسياسي، واجتماعي صحي يتسمم بقدر كبير من الحرية والمسؤولية - الإعلامية - المهتدية بروح الشريعة الغراء، المنطلقة من مقاصدها الكلية وبغير ذلك لا يمكن ان نطلب من الإعلام الإسلامي القيام بتأدية مسؤوليته الحضارية كما ينبغي >20<·
وفي هذا السياق الحضاري، نرى أن بعض الباحثين العلميين، يطرح اليوم - وبشكل قوي - مسألة ضرورة صنع إعلام إسلامي معاصر - وفقاً لرؤية حضارية واعية - ويرون أن في ذلك الحل الأمثل لإشكالية الإعلام· وهذا من منطلق أن الإعلام، الذي تقوم رسالته على منطلقات نابعة من الإسلام ورسالته السمحاء هو الإعلام الحق المطلوب الآن وفي المستقبل، هذا فضلاً عن أنه يهدف إلى رفع مستوى فكر الإنسان ومعاشه، ولذا فهو على الحقيقة الإعلام المطلوب ابنثاقاً من الأمر الإلهي الحق، بتكريم الإنسان بعد استخلافه في الأرض: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَاَ بنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمِ مّنَ الطَّيِبَاتِ وَفَضَّلناهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} (الإسرء:70)· وكذلك يكون كل إعلام يسهم في تخريب فكر الإنسان وسلوكه، وفي تشويش عقيدته وضرب الجمال والخير والحق عنده، إعلاما معادياً للتصور الإسلامي الحق من المنظار الحضاري، ولهذا ينبغي على الأمة - كل الأمة - مواجهته· ومن هنا فإن صناعة إعلام إسلامي معاصر، لا تعني على أية حال الإعراض عن اختراعات العصر وتقنياته، إضافة إلى عدم معاداة التطور العلمي المذهل في مجال التقنيات، بل لابد أن يكون ذلك التطوير مع استقدام الآلات·· والاختراعات، كما يجب - أيضاً - أن نضع البرامج، وأن نرسم الأهداف، لكي تكون الرسائل الإعلامية- المبثوثة عبر برامج هذا الإعلام - في خدمة قضايا أمتنا، ووسيلة لنشر قيمها الحضارية المشعة، بل وإحدى أسلحة الدفاع عنها >21<·
وفي ظل ما تقدم، نرى أن المطلوب منا كطلبة مختصين في ميدان الاعلام أن نسعى لتكوين هذا الإعلام الإسلامي المعاصر المنشود، في عالم اليوم والغد المنظور واللا منظور، هو أن نضفي على معطيات إعلامنا - في واقعها الراهن - هذا الطابع، الذي يجعله يتلائم مع ذاتنا، نحن أبناء المجتمع الإسلامي، وذلك لأنه من الأهمية بمكان - إيمانياً وحضارياً-أن يعبر إعلامنا - كما ألمحنا - عن هويتنا وذاتنا، إضافة إلى انبثاقه الحي، من قيمنا وتراثنا الحضاري الأصيل· إن تلك الأنظمة والنظريات والأفكار، التي نستوردها، ونحاول تطبيقها في مجتمعاتنا الإسلامية المعاصرة ووسط شعوبنا لنظهر بمظهر المتحضرين، قد صُممت ونبعت من طبيعة تلك المجتمعات التي صدرتها لنا، فهي تتلائم مع من يعيشون فيها وتتماشى مع أذواقهم، وتتناسب مع ميولهم، أما مجتمعاتنا الإسلامية فلها أيضاً أفكار وآراء وأهواء ولها ما يناسبها من معطيات ثقافية وإعلامية إسلامية، تؤكد على مدي الخصوصية لهذه الأمة، أمام هذا التيار الهادر لعصر العولمة، الذي يريد اقتلاع الجذور الثقافية الراسخة لأمتنا الإسلامية، ومن ثم تضييع مقومات وجودنا الحضاري المتمايز في عصر العولمة، الذي هو على الحقيقة عصر الهيمنة الاستعمارية الجديدة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire